من هم أصحاب الاخدود وما قصتهم، ورد في القرآن الكريم العديد من القصص التي ترجع للأمم الماضية والحوادث الماضية، وجمعت تلك القصص ذكر الأنبياء والملائكة والتجار والعلماء والفقه والرؤيا والصبر على الأذى وغيرهم، وكان من بين تلك القصص قصة أصحاب الأخدود التي تحدثت عن الملك الظالم الذي آمن شعبه بالله ورفض إيمانهم وقام بحفر أخاديد وأشعل فيها النيران وألقى كل من آمن بدين الله الجديد في النار.
من هم أصحاب الأخدود
الأصحاب هم جماعة الرجل وصحبته، والأخدود من الخدّ هم الشق، أما أصحاب الأخدود فهم الملك ذو نواس الحميري وجماعته الذين ذمهم الله في كتابه الكريم، وذلك لأنهم قاموا بحفر خندقاً مستطيلاً في الأرض ثم أشعلوا فيه النار وقاموا بعدها بإحضار المؤمنين بالله وطلبوا منهم ترك دينهم والدخول بالدين اليهودي الذي كان يتبعه الملك، حيث كان مصير أي من المؤمنين الين يرفضوا أمرهم الرمي إلى النار وهو حي، وكانوا يتلذذون بتعذيب المؤمنين المستضعفين.
قصة أصحاب الأخدود
ذكر الله سبحانه وتعالى قصة أصحاب الأخدود بالقرآن الكريم، حيثُ قال تعالى: ﴿ قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ * النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ * إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ * وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ * وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ﴾، جاء في تفسير الآيات السابقة في الملك الظالم ذا النواس كما وضحنا سابقاً، وروى العلامة المجلسين عن مقاتل أن هماك ثلاثة جماعات يعرفون بأصحاب الأخدود، وقال واحد منهم بنجران، والآخر بالشام ، وفي فارس، ويقال أنهم جميعهم استخدموا حفر الخندق وإشعال النار بداخله لتعذيب المؤمنين.
قصة أصحاب الأخدود في الإسلام
تُعتبر هذه القصة أحد أشهر وأبرز القصص في التاريخ الإسلامي بفعل أنها وردت في كل من القرآن والسنة، فذكرت سورة البروج قصة أصحاب الأخدود ذكراً مبسطاً، وأثبتت أن من آمن بالله قد تم حرقه وتعذيبه في الأخدود، ووصفا الآيات الملك وأعوانه كشهود لهذه المحرقة، وبينت أن السبب الرئيس للانتقام وتعذيب المؤمنين هو هو فقط لمجرد إيمانهم بالله، واختتمت أحداثها فتح باب التوبة لمن قاموا بهه المحرقة، والتوعد لعدم التائبين بنار الحريق في الآخرة.
ويذكر أنه في عام 1992 أطلقت شركة آلاء للإنتاج الفني والتوزيع للرسوم المتحركة في المملكة العربية السعودية فيلماً كرتونياً عن قصة أصحاب الأخدود، وكان يحمل عنوان ” رحلة الخلود”.
