متى يبدأ ثلث الليل الاخير

متى يبدأ ثلث الليل الأخير، الثلث الاخير من الليل هو من الأوقات المباركة والتي أوصى النبي محمد صلى الله عليه وسلم المؤمنين بالإكثار من العبادات كالصلاة والإستغفار والدعاء فيه، وهو من اعظم الوصايا النبوية وأعظم الطاعات عند الله تعالى، حيث أن فيها دلالة على تعظيم المؤمن لله تعالى ونسب القوة والقدرة له وحده، و ابتعاد عن الرياء والتفاخر أمام الناس، فهي عبادة ترسم النور على وجه العابد القائم، فـ متى يبدأ ثلث الليل الأخير.

متى يبدأ وينتهي الثلث الاخير من الليل

وضح العلماء انه يبدأ الليل منذ صلاة المغرب وحتى أذان الفجر، ولقد قسم علماء الدين هذه الفترة إلى ثلاثة أقسام، فيكون الثلث الأخير بذلك هو الثلث الذي يكون منذ بداية الساعة الثانية صباحا وحتى أذان الفجر، فهو وقت دعا النبي فيه لصلاة قيام الليل، حيث روي عنه حديث شريف قال فيه ” «أحَبُّ الصّلاة إلى الله صلاة داود عليه السّلام، وأحَبُّ الصّيام إلى الله صيام داود، وكان ينام نصف اللّيل، ويقوم ثلثه، وينام سدسه، ويصوم يومًا ويُفطر يومًا”.

كيف تحسب الثلث الاخير من الليل

كان لعلماء الدين حساب في تحديد وقت الثلث الاخير من الليل، حيث انه الوقت الذي حثنا الرسول صلى الله عليه وسلم باستغلاله في الطاعات والعبادات لنيل رضا الله ورحمته، ويمكن حساب الثلث الاخير من الليل من خلال الحسابات التالية:

•  الليل يبدأ من المغرب فيكون هناك حوالي 12 ساعة بين المغرب والفجر.
• نقسم تلك المدة على ثلاثة فإن الناتج هو 4.
• فيكون الثلث الأخير هو منذ بداية الساعة الثانية حتى اذان الفجر، فيجب على كل مسلم انتهاز تلك الفرصة بالطاعات والدعاء والاستغفار.

دعاء الثلث الاخير من الليل مستجاب

قد ثبت في السنة النبوية ان هناك أحاديث عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم تبين فضل وثواب الصلاة في الثلث الاخير من الليل، حيث روي عن أبي هريرة قال ” نَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ فَيَقُولُ مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ”، وهذا الحديث يدل على أهمية الدعاء في هذا الوقت، فهو من الأوقات المستجاب فيه الدعاء بإذن رب العالمين.

فضل الثلث الاخير من الليل من السنة

ثبتت في السنة النبوية عدة أحاديث عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والتي تبين أهمية الثلث الاخير من الليل للعبد القائم والطائع الداعي، فروي عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ” قْرَبُ مَا يَكُونُ الرَّبُّ مِنَ العَبْدِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ الآخِرِ، فَإِنْ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ مِمَّنْ يَذْكُرُ اللَّهَ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ فَكُنْ”، مما يدل على أهمية ذلك الوقت وأهمية انتهازه في الطاعات والعبادات.

أفضل الأعمال في الثلث الاخير من الليل

يجزي الله تعالى المؤمنين القائمين العابدين في الثلث الأخير من الليل بالأجر والثواب العظيم، ولقد قال الله تعالى في ذلك في كتابه ” تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ المَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (16) فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ”، فهي من افضل الأعمال لأن:

• فيه يهجر المؤمن راحته وفراشه الدافئ.
• لأن المؤمن يلجأ الى الله تعالىفيها.
• الى جانب ان الخشوع في تلك الصلاة يكون أكبر، بسبب بعد المؤمن عن الضوضاء وصخب الحياة.

الاستغفار في الثلث الاخير من الليل

كل العبادات في هذا الوقت هي من أعظم العبادات، إن كانت صلاة او دعاء او استغفار، ولقد روي عن عمر بن الخطاب عندما كان احد الاعراب يشتكي له من ضيق العيش وهموم الدنيا والاحزان، فرد عليه أن عليه بالاستغفار في قول الله تعالى ” اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا”، فهذا يدل على ان الله تعالى يفتح للمؤمن القائم العابد أبواب الدنيا والآخرة يوسع عليه في رزقه وكاله وأولاده.

ساعات الثلث الأخير من الليل من أعظم الساعات التي يجب على كل مسلم أن يستغلها بالطاعات والدعاء والاستغفار، لان لها دلالة على صدق المؤمن ورغبته في التوجه إلى الله تعالى ونسب القوة والقدرة له وحده.