اما بعد فكان الدنيا لم تكن وكان الاخرة لم تزل معنى، كلمات معبرة تحمل الكثير من المعاني العميقة، فهي الرسالة الأخيرة والخطبة الأقصر التي تركها الحسين عليه السلام لأخيه محمد بن علي قبل مغادرته المدينة المنورة الى مكة المكرمة ومنها الى الكوفة، حيث كان للحسين العديد من الوصايا التي أوصى بها المسلمين قبل معركة كربلاء حيث كان على علم بمقتله في هذه المعركة، فما معنى اما بعد فكان الدنيا لم تكن وكان الاخرة لم تزل.
ما معنى اما بعد فكان الدنيا لم تكن وكان الاخرة لم تزل
هي من رسائل الحسين عليه السلام الى أخيه محمد بن علي والى بني هاشم، وتعتبر من اقصر رسائل وخطب الحسين، ” اما بعد فكان الدنيا لم تكن وكان الاخرة لم تزل” وفي معنى هذه الرسالة القصيرة الكثير من المعاني التي أراد الحسين عليه السلام إيصالها الى كافة أجيال المسلمين من بعده، فهذه الرسالة تعني ان الفائز هو من فاز في الآخرة وأتى الله بالحق وبقلب سليم، وان الدنيا لا شيء وما هي الا دار عبور الى الحياة الخالدة في الآخرة.
وصية الإمام الحسين لمحمد بن الحنفية
عندما قرر الإمام الحسين الخروج من المدينة المنورة الة مكة المكرمة، توجه الى قبر جده الرسول محمد صلى الله عليه وسلم حيث ودعه واهل بيته وأوصى قبل خروجه من المدينة بوصية للمسلمين من بعده، سلمها لأخيه محمد بن الحنفية:
“هذا ما أوصى به الحسين بن علي إلى أخيه محمد ابن الحنفية، أنّ الحسين يشهد أنّ لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله جاء بالحق من عنده، وأن الجنة حق والنار حق، وأن الساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور، وأني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي وأبي علي بن ابي طالب فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق، ومن رد علي أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم الظالمين وهو خير الحاكمين”.
وصايا الإمام الحسين
الإمام الحسين سيد شباب الجنة، قبل خروجه من المدينة المنورة واثناء توجهه الى الكوفة، كانت له مجموعة من الوصايا والأقوال التي أوصى به المسلمين من بعده وكانت كالتالي:
- بُني سكينة بلّغي شيعتي مني السلام وكل ما شربُوا ماءً يذكروني ومصابي..
- شيعتي مهما شربتم عذب ماء فاذكروني أوسمعتم بغريب أو قتيل فاندبوني، فأنا السبط الذي من غير جرم قتلوني بجرد الخيل بعد القتل عمداً سحقوني.
- إن الحسين يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، جاء بالحق من عنده، وأن الجنة حق، والنار حق، والساعة آتية لا ريب فيها، وأن الله يبعث من في القبور.
- وإني لم أخرج أشراً ولا بطراً، ولا مفسداً ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي (صلى الله عليه وآله) أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، وأسير بسيرة جدي وأبي علي بن أبي طالب، فمن قبلني بقبول الحق فالله أولى بالحق، ومن ردّ علي هذا أصبر حتى يقضي الله بيني وبين القوم وهو خير الحاكمين.
استشهد الحسين عليه السلام في العاشر من محرم عام 61هـ في معركة كربلاء حين حاصره جيش عمر بن سعد ومنع عنه الماء والغذاء حدثت المعركة، وقتل الحسين ومن معه وتم جز رأس الحسين وارسالها الى يزيد بن معاوية في دمشق.
