لماذا عد الله سبحانه وتعالى النسيء زيادة في الكفر، بين الدكتور علي جمعة مفتي جمهورية مصر العربية سابقاً معنى النسيء في قوله تعالى:” إنما النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ” وفي تفسير ابن باز أنه من طريقة الكفرة أنهم يحرمون النسيء، وتارة يجعلون النسيء محرم محرماً وصفر حلاً وتارة يعكسون وهذا يدل على جهلهم وضلالهم وتبديلهم.
المقصود بالنسيء زيادة في الكفر
قال تعالى في الآية 37 من سورة التوبة:” (إنما النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عَاماً لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ) وجاء في معنى” النسيء” عدة أقوال هم:
- أنهم كانوا يبدلون بعض الأشهر الحرم بغيرها من الأشهر، أي أنهم يحلون المحرم فيستحلون به القتال.
- أنهم كانوا يحلون محرم مع صفر من عام ويطلقون عليه صفرين، ويحرمونها في عام قابل يسمونها محرمين وهذه صفة في النسيء.
- أنهم كانوا يحلون محرم ويبقون صفر حلالاً إذ احتاجوا إليه ويجعلون مكانه ربيعاً.
ما هو النسيء في جزيرة العرب
كان النسيء الموجود في جزيرة العرب وأدركه الإسلام وحرمه ونهى عنه، وقال الإمام محمد بن إسحاق:” كان أول من نسأ الشهور على العرب القلمس فأحل منهم ما حرم الله وحرم منهم ما أحل الله”، والقلمس هو حذيفة بن عبد مدركة ومن بعده ابنه عباد ثم قلع بن عباد، فكانت العرب عندما تفرغ من الحج اجتمعت إليه فيخطب فيهم فحرم رجب وذا القعدة وذا الحجة.
سبب نزول إنما النسيء زيادة في الرزق
جاء في تفسير ابن كثير أنه كان في المشركين من القوة والعصبية ما استطالوا به مدة الأشهر الثلاثة في التحريم، فأحدثوا قبل الإسلام تحليل المحرم فأخروه إلى صفر، ويجعلون التحريم في شهر صفر، ويقولون نحن جعلنا أربعة أشهر في السنة محرمة فوافقنا ما حرم الله، ولكنهم بالواقع أحلوا ما حرم الله تعالى، وما هذا إلى ضلال منهم وزيادة في الكفر.
والنسيء هي من شعائر بنو فقيم من قبيلة العدنانية العرب بالجاهلية، وكانوا ينسأون الشهور فيحلون الشهر من الأشهر الحرم ويحرمون مكانه من أشهر الحل.
